أنا وياك قصتنا مثل شمس وقمر "بقلمي"

VHP أنا وياك قصتنا مثل شمس وقمر "بقلمي"

الجزء الأول (رحلة لمستقبل مجهول)

لندن مدينة الضباب وطقسها المتقلب كمزاج رجل عجوز متقاعد ساخط عل كل شيء ,,, هبطت طائرة قادمة من جزيرة
العرب تحمل جنسيات عده طامحه وكلها أمل أن تجد حلمها الضائع ... عل سلم هذه الطائرة نزلت "سديم" بخطوات خائفه
وعيون تتطلع لمستقبل مجهول المعالم .

شقت طريقها عبر الزحام ببالآ شارد أنهت أجرأتها وأخذت حقيبتها وبدأت تحوم بنظرها في وجوه من حولها علها تجد
فيهم شخص يركض نحوها ويحتضنها بشوق ولهفه ,, طال أنتظارها وفقدت الأمل حملت حقيبتها وسارت نحو بوابة
الخروج سمعت صوتآ مألوف يناديها بأصرار "سديم سديم ويت " ألتفت لمصدر هذا الصوت فلمحتها أنها " كارول "
صديقتها اللبنانيه المرحه ذات الشعر الاحمر الاجعد ركضت نحوها وأحتضنتها بقوه ,,
_oh,Imiss you my friend
Imiss you too_
_سوري ماي دير تأخرت عليكي بس الطريق كان عجئه كتير بالزور وصلت لهون
_مومشكله حبيبتي حصل خير
_عن جد فرحت لما عرفت أنك جايه لهون فرحت أد الدني وحياة الله وقلت لازم أحتفل فيكي
_تسلمي يا قلبي بس لا تعزبي حالك أنتي عارفتني ما أحب الحفلات والأجواء الصاخبه
_ لا ولو مافي عزاب ولاشي انتي بس سلميلي حالك ومادخلك بشي .. يلا نمشي
_يلا

تعرفت "سديم"عل "كارول " في صيف العام الماضي عندما زارت لندن لتقوي لغتها الانجليزيه في أحدى الدورات هناك
كانت" كارول" مرحه بطبعها تحب الضحك والحفلات ,فتاة في قمة الصخب كانت نقيضه "لسديم " الهادئه التي تميل
للسكوت أكثر من الثرثره والتى تنسى العالم بأسره أذا وقعت بالصدفه عل كتاب أو روايه رومانسيه وعل الرغم من هذا
التناقض بين الفتاتين ألا أنهما كونتا صداقه قويه دامت طويلآ .
في أخر محادثه بين " سديم " مع "كارول" أخبرتها أنها ستأتي للدراسه في لندن فرحت" كارول" لهذا الخبر ولكنها
أحست نبرة حزن في صوت صديقتها ,,
_شوبكي سديم بيكي شي
_لا أبدآ ما فيا شي بس تعبت وابغى أبعد شوي عن هالجو
_أي جو ؟ شوصاير فيكي خبريني

_خلاص ياكارول تعب قلبي وتعذب معاي والله مايستحق مني كل هذا أنا خلاص راح أريحه من هالعذاب وأقفله وماراح
احد يدخله أبدآ
_حياتي أنتي,, الظاهر صر لازم تفكري بحالك شوي قلتلك لا تتعلقي بحدا هيك ولاتسلمي قلبك كلو لواحد ممكن يعزبك
بحبه
_أنا ماأعرف أكون غير كذا يا كارول أنا لما أحب اسلم قلبي كلو لحبيبي بس الظاهر سلمته للشخص الغلط بس خلاص
راح أدواي جروحي وراح أخلي قلبي ملكي أنا وبس
_أي هيك بدي تكوني
قدوم "سديم" الى لندن لم يكن للدراسه بل هربآ بقلبها المحطم من حب غادر فطر قلبها العذري وشوه الدنيا في عيناها
وحول أحلامها البريئه ألى كوابيس مخيفه أرهقت مخدعها ,,قدمت ألى مدينة الضباب بقلب كسير وروح مرهقه ونفس
تطوق ألى الخلاص من هذا العذاب الذي لحقها منذ طفولتها ,حين كانت طفله لم تشعر بالأمان يومآ فقد فقدت مصدر
الأمان والدفئ ,فقدت "سديم" والداتها وهي في عمر الزهور أثر حادثآ مروري بشع تولت بعد ذلك أختها الكبرى " نوره "
رعايتها وحاولت جاهده تعويضها عن حنان الأم الذي حرمت منه مبكرآ ,تعلقت "سديم" بوالداها كثيرآ الذي ترهبن وحرم
عل نفسه الزواج بعد وفاة حبه الاول والآخير .
كبرت "سديم" وهي محاطه بدلال والدها وومحبة وحنان أختها أو "ماما نوره " كما أعتادت أن تناديها وشقاوة توأمها
ومستودع أسرارها أخيها"حسام"الذي يكبرها بثلاث سنوات عل الرغم من ذلك كان كتوأمها وصديق مقرب لها ولا
أنسى أن أذكر " لولو" أخت "سديم" الوسطى التي طالما أهتمت بها ومازالت تعتبرها طفله رغم أنها بلغت ال24 عامآ
من عمرها و"مشعل " الأخ الأكبر لها المتسلط دائمآوالذي لطالما كان جافآ معها وبعيدآ عنها .
فضلت "سديم " البعد عن دفئ عائلتها عل أن تبقى قريبه ممن جرح قلبها وحطم أحلامها وشوه صورة الحب في نظرها
لاأرغب أن أتكلم مطولآ عن هذا اللاشيء فلا يستحق أن أهدر وقتي وحبري وأوراقي في الحديث عنه فهو أصغر من أن
أكتب حرفآ واحدآ عنه "" أكتفي بهذا القدر ""

وصلت "سديم" ألى شقة "كارول" القابعه في "ساوث كينزنغتون" والتى ستقيم فيها مؤقتآ حتى تستقر أمورها بلندن وتبحث
لنفسها عن شقة خاصة بها حتى تشعر بأستقلالها بذاتها ,أصوات موسيقا صاخبه تصدر من شقة "كارول"وقفت "سديم"
عند باب الشقه وهي تحادث "كارول"
_عن جد ماكان في داعي تسوي لي كل هذا
_ولو شو كل مره سدومه راح تشرفني بعدين انتي ما دخلك أنا حابه أحتفل فيكي ومافي حدا غير قروب من الجامعه
بنات وشباب مهضومين By cooi Baby
فتحت "كارول" الباب فتصاعدت أصوات الموسيقا والضحكات أستوقفهم صوت" كارول" وهي تصرخ بمرح"سبرايز
سبرايز" وقفت "سديم" خلفها فهي لا تعرف آيآ من الحضور كانت كالطفله في يومها الأول بالمدرسه
_قايز يعرفكم عل صديقتي my Best freind سديم من السعوديه أجت لهون تتكمل دراستها عنا بالجامعه
أكتفت "سديم" برفع يدها ملوحه " هاي أفري بدي "
_يلا سدومه هالحفله كلها معموله علشانك انبسطي فيها أد ما بدك وكل اللي هون من نفس الجامعه اللي راح تدرسي
فيها تعي تعي خليني أعرفك عليهن فردآ فردآ
لم تعطي "كارول " فرصه "لسديم" بالأعتراض سحبتها من يدها مسرعه وتبيعتها "سديم " بدون حيله وبدون مقاومه
_سديم بعرفك عل الشباب "فادي " من لبنان بيدرس أقتصاد و الظاهر راح يتخرج عن قريب ماهيك فادي ؟
_ قولي الله كارول , اهلين سديم نايس تو ميت يو
_أهلين فيك نايس تو ميت يو تو
_ وهيدي يا ستي "رولا" من فلسطين وبنفس قسمك وبنفس السنه كمان
_أهلين فيكي بيننا خيتو
_ و " جوري " كمان معاكي بنفس القسم ,, وينها هالبنت أكيد مع ..... آها هي هيا تعي لعرفك عليها وعي البوي فرند
تبعها ,ياعيني ياعيني عل الرومانسيه " جوري" خانوم ممكن شوي أزا سمحتي , هيدي سديم صديقتي من السعوديه
ومعاكي بنفس القسم والكلاس كمان
_أهلين ببنت السعوديه والله تشرفت بمعرفتك
_ أهلين فيك زود والشرف لي حبيبتي
_ تعى سيد " حمد " تعرفك عل رفيئتي , سدوم هيدا " حمد " من الكويت بيدرس أدب أنجليزي وبأخر سنه وعل فكره
هالشاب كثير شطور وممكن يساعدك
_ أهلين فيج سديم واتمني لج الحظ السعيد بلندن
_ مشكور تسلم
_ وبعد في "هيثم " من قطر بس را ح وهلق بيرجع وهلق "لاتس قو تو بااااارتي "

علا صوت الموسيقا مجددآ وأحست "سديم" بصداع شديد فبتعدت عن الأزعاج وجلست في غرفه هادئه بعيدآ عن
الغوغاء تمددت بجسمها الضيئل عل الاريكه لترتاح قليلآ من عناء رحلتها أغمضت عيناها لثواني وسرعان ما غرقت
في سبات عميق أفاقت منه عل صوت زجاج متكسؤ فتحت عيناها الناعستان فوجدت أمامها شاب طويل بملامح عريبه
خمنت أنه " هيثم" القطري , نظر أليها وهي تهم بالوقوف
_آسف أختي عن جد آسف ما قصدت أزعجتج بس أنا دايم جدى أكسر كل شي يكون بيدي
_ لا عادي ماصار شي أنا أصلآ كنت أبي أقعد من النوم بس كنت متكاسله , نو بربلم
أقترب منها وهو مبتسم ومد لها يده مصافحآ وعرفها بنفسه " أنا " هيثم " صديق " كارول " وأنتي اكيد سديم صديقتها
من السعوديه
_ ايه أنا سديم
_ اهلآ وسهلآ فيج تو ما نورت لندن
_ منوره بأهلها تسلم
قاطعتهم " كارول " بدخولها المفاجئ ودهشتها مما رأت عل الارض
_ لك شو هيدا ؟ اكيد هيدا انت يا هيتم
ضحك " هيثم " بصوت عالي " ايه اكيد ومنو غيري يعني
_ يبعت لك الهنا هيدا تاني طقم كبايات بتكسرو شو أعمل فيك هلق ؟
_ والله أنا آسف حتى خرعت صديقتج وقعدتها من النوم
-ياعيب الشوم عليك بس , سوري سدومه هيدا هيتم دايمن هيك ملبك ومافي شغله بتضل سليمه بأيدو , عل فكره سديم
هيتم شاطر كثير بالكمبويتر بتقدري تقولي داهيه بيعرف كل شي
_ قول أعوذ برب الفلق خمسه وخميسه من عيونج
ضحكت " كارول" كعادتها عل كلام " هيثم " ونظرت الى " سديم " ولمحت التعب في عيناى صديقتها
_تئبرني سدوم الظاهر أنك تعبانه كتير تعى أفرجيكي عل اوضك وانشالله تعجبك

جلست "سديم " عل سريرها بعد أن أرتدت بيجامتها الحريريه وصعت رأسها عل وسادتها وأطلقت العنان لتفكيرها
بغدها بمستقبلها , هل ستقدر عل مواجهة الحياه وحدها ؟ هل ستتغلب عل مشاعر الغربه والوحده التى تشعر بها
الآن ؟ أخرجت الويكمان من حقيبتها وأخذت تستمتع بصوت فيروز الملائكي
نسم علينا الهوا من مفرق الوادي
ياهوا دخل الهوا خذني عل بلادي
أختنقت بعبرتها ولم تستطيع أن تتغلب عل الدموع التى غرقت بها عيناها شعرت بالحنين لوطنها لحضن أبيها الدافئ
للمساته الحانيه أشتاقت لخوف "ماما نوره" عليها من نسمة الهواء ولمقالب حسام أو" حسوم" الشقيه التس أضحكتها
عل الدوام ولأكلات " لولو" الشهيه حتى الى " مشعل" عل الرغم من بعده وقسوته عليها ورفضه التام لفكرة سفرها
أشتاقت اليه , أخذت هاتفها المحمول وأتصلت بمحبوها الابدي " دنيتي كلها " أسم ظهر عل شاشة الموبايل
_آلو باباتي وحشتني , أختلط صوتها بدموعها وتغيرت نبرة صوتها عن المعتاد
_سدومتي حبيبتي أسبك حبيبتي تبكي ؟
_أشتقت لكم بابا أشتقت لحضنك وأشتقت للولو وحسوم وماما نوره وسيتو كمان أشتقت لها أيش راح أسوي من دونكم؟
_لا يا بابا أنا ابغاكي قويه لا تخوفيني عليكي أذا تعبانه ومو مرتاحه خلاص أرجعي بس ماأعتقد سدومه راح تستسلم
بهالسرعه صح حبيبتي ؟
_صح يا عمري أنت
_خلاص أهدي كذا وصلي ركعتين وناكي ولاتفكري غير بدراستك طيب حبيبتي ؟
_طيب بابا
_احنا كلنا بخير ومشتاقين لكي
_سلملي عل الكل بابا وبوسهم واحد واحد وقولهم انهم وحشوني موووت
_يوصل حبيبتي
_يلا بابا فمان الله
_ سدومه لا اله الا الله
_محمد رسول الله
_في حفظ الكريم يا قلبي
أغلقت الخط وروحها وكيانها وقلبها تعلق بصوته , عملت بنصيحة أبيها توضأت وصلت ودعت ربها أن يعينها عل غربتها وعل أيامها المقلبه في بلد الانجليز

"نهاية الجزء الاول "

أستيقظت "سديم" عل صوت المنبه كانت الساعه تشير الى الواحده ظهرآ نظرت الى الساعه وعيناها لم تصدق
هل نامت بالفعل كل هذا الوقت ؟! لم تعتد "سديم" عل النوم مطولآ هكذآ ولكن لابد أنها كانت منهكه جدآ لدرجة
أنها لم تشعر بالوقت , لم تستطع أن ترفع رأسها من عل الوساده كانت تشعر بخمول وكسل وصداع شديد جراء
حفل الليلة الماضيه ,, عزمت وعل مضض النهوض من سريرها ورأت أن الحل الوحيد لتستعيد نشاطها أن
تأخذ حمامآ باردآ ينعشها ويعيد لها حيويتها حتى تستيطع أن تكمل يومها, أرتدت ملابسها وجففت شعرها و
تركته منسدلآ بشكل عشوائي تعطرت بعطرها المفضل والتى أسمته " عطر التوتر " حتى تشعر بالراحه
خرجت من غرفتها فرأت "كارول " بالمطبخ تحضر لها القهوه وأفطار متأخر
"_قود مورينغ سويت هارت" شو الظاهر كنتى تعبانه كثير خلصتى النوم
_ايه والله كنت تعبانه مره وماحسيت بحالي
_أنا قلت هيك كمان مشان هيك تركتك تنامي وترتاحي لانو بكره راح يبدأ الجد يا حلو
_تصدقي عن جد خايفه من بكره كأني أول مره أدرس حاسه أني ماراح أعرف أتحرك ولا أسوي شي
_وليه حبيبتي مافي داعي لكل هالخوف , بعدين أنتي ماراح تكوني لحالك معك "جوري" و"رولا " شو نسيتي
_ايه بس أنا ماأعرفهم ولا أعرف طبعهم يمكن ماأقدر أتأقلم معاهم
_بالعكس سدوم الصبايا كتير مهضومين ويحبوا يتعانوا مع اللي حولهن وعندي أحساس انكم راح تصيروا صحبه بوقت
قصير
_أتمني هالشي , بعدين تعالي أنتي أيش كل هذا من قالك أني أنا أفطر أساسآ كاسة عصير تكفيني بعدين أحنا دحين
ظهر يعني وقت الفطور راح من زمان
_أخرسي ,أنتى موشايفه حالك شلون صايره كلى من تم ساكت بلا حكى مالو طعمه
_ههههههه أوكي ماما كارول مو أنا أخلص من لولو تجيني انتي خلاص أمري لله راح أكل بس أنتبهي ترى أنا بسرعه
أتعود عل الدلال والدلع راخ أتعبك
_ياسيتي تعبيني أنا راضيه
_تسلمين يا قلبي أنتى
أنهت "سديم " أفطارها وحملت معها فنجان قهوتها وجلست لتكمل أحاديثها مع صديقتها
_ماقلتي شو أنطباعك عن القروب؟ يعني شلون شفتي لي ياهون ؟
_أممممم يعني أنا ماقعدت معاهم كثير بس أن جنرال مهضومين ,, بس ياليت تكلمني عن شخصية كل واحد فيهم بشكل
مختصر عشان أعرف أتعامل معهم
_أوكي خلينا نبلش "بفادي " مهضوم فني "fany" جاد بدارسته وحاط براسه هدف وعم يشتغل عل حاله تيكون شي كبير
بالمستقبل ,,"رولا" هيدي ظروفها صعبه شوي أستشهدوا أهلها في الأنتفاضه وأجت عالندن لتكمل دراستها وبتشتغل
بزات الوقت لتئمن مصاريفها و شخصيتها قويه وعندها طموح وأجتماعيه بالرغن من الظروف اللي مرت فيها الا أنها
متفائله جدآ , أما "هيتم" فهيدا الوجه الضاحك دائما بنتفائل فيه بالشله وعل الرغم من سنو الصغير الا انو "جينس "
بكل شي بالكمبيوتر بس هالشاب بحب البنات كتير وكل يوم بتشوفيه مع حبيبه شكل ,باقي " جوري " الا هي متلك
تقريبآ أمها متوفيه بس أبوها متزوج وكتير تعزبت من زوجة أبوها بس أنتبهي هي شوي بتحب الخصوصيه وما بتحب
أي حدا يتدخل بخصوصيتها يعني خليكي معها عاديه
_ طيب والشاب الكويتي
_اقصدك حمد
_ أيوه
_ هيدا يا ستي أبوه متوفي وهو أكبر أخواته شاب ظريف مرح روحه حلوه تعرف عل جوري من فتره وكتير بنات
حاسدينها عليه
_ أووف وليه يعني ؟ شفيه زود عن باقي الشباب
_أولآ لأنه وسيم وجاد بعلاقته معها وهالشي نادر بهالوقت الصعب
_صح الوفاء صار شي غريب بهالزمن والخيانه والكذب صاروا طبع مألوف عند البشر

شردت "سديم" بعيدآ بأفكارها عن أرض الواقع ’ لم يفضل البعض الغدر والخيانه عل الوفاء ليس فقط في الحب بل في
كل العهود , هل يصعب بالفعل عل الانسان أن يبقى وفيآ بعهد قطعه عل نفسه ؟ لم تستطيع تصديق هذا المنطق الغريب
فوالدها والذي تزوج والدتها وهي حب حياته كان وفيآ لها حتى بعد موتها فحرم عل نفسه كل المتع فضل أن يبقى أرملآ
لبقية حياته عل أن تأتي أمرأه أخرى وتأخذ مكان معشوقته كانت ترى في أبيها مثال رائع للحب دعت ربها أن يرزقها
بحب كحب والدها لوالدتها ’’ كان يغمرها دومآ بنظرات حانيه مختلطه بشوق كبير لزوجته ورفيقة دربه فلطلما لمحها
في ملامح سديم في أهتمامها في أكله وملابسه ودوائه ’’ كم من مره سرح فيها وهي تتحدث معه فتصمت لوهله لعلمها
وتيقنها أنه يرى أمها فيها .

قضت "سديم" مسائها في "دار الساقي " فهي مولعه بالقراءة أبتاعت لنفسها مجموعه لابأس بها من الكتب ومن بينها
دايون لنزار قباني ,, جلست في مقهي قريب من دار النشر وأخرجت الديوان من حقيبتها وسرعان ماغرقت في بحر
من الرومانسيه والحب الأفلطوني ’’ عشقت شعر نزار من أغاني كاظم الساهر فأصبح ملهمها وملاذها تجد نفسها
دائما بين أبيات شعره فلكل حاله تمر بها خلال أيامها قصيده منه تروي شغفها ,, في حزنها تقرأ"قارئة الفنجان"
وهي في قمة فرحهاتقرأ " قولي احبك " لم تشعر وهي في صرح القباني بأقترابه منها
_ مساء الخير سديم
_ اهلآ مساء النور حمد
_آسف يمكن اكون أزعجتج بس أنا شفتج وحبيت أسلم عليج
_ لا أبدآ مافي أزعاج تفضل أقعد أنا أصلآ موقاعده أسوي شي ,, شتحت تشرب ؟
_ لا مشكوره توني شارب كوفي
_ أنا كنت بدار النشر وشريت لي كم كتاب وقلت أجلس هني أقرا وأضيع وقت شوي عارف بكره أول يوم بالجامعه
ومتوتره حدي
_لا وليه متوتره أنشالله أمروج راح تكون تمام ,, بس ماقلتي لي شنو كنتي تقرين ؟
_كنت أقرأ لنزار قباني أخر ديوان له , تحب تقرأ له ؟
_أممممم مو كثير ,بس تصدقين أنا برائي الانسان اللي يحب الشعر ويقرأه أو يكتبه أنا أعتبره أنسان حساس ومشاعره
مرهفه ويقدر قيمة الاشياء اللي حوله
_مشكور تسلم عل هالمجامله
_لا والله عن جد مو مجاملههذي حقيقه وأشوف هالشي بناس واجد
شعرت "سديم" بالأطراء فأرادت أن تغير الموضوع حتى لا تحمر وجنتها
_أنا بصراحه سألت صاحب دار النشر أذا في محل سيدهات قريب من هني لأني ودي أشتري لي كم سيدي بس للأسف
قال أنه ما يعرف محل قريب , في سيدهات جديده كثيره نازله وحابه أشتريها
_أنا أعرف محل قريب أذا حابه أوديج له ,, بس أنتي تسمعين أجنبي والا عربي ؟
_أحب أسمع الاثنين
_لمنو تحبين تسمعين في الاجنبي ؟
_أنا مررره أحب "برتني سبيرز" و"باك ستيرت بويز"
_ماسمعتي لأكون ؟
_شلون نوع أغانيه يعني أقصد صاخبه ؟ أنا ماأسمع هالنوع
_هي نوعآ ما صاخبه بس والله حلوه أنا ما أسمع ألا أجنبي عل فكره نادرآ ماأسمع عربي
_بالعكس في أغاني ومغنين عرب أغانيهم حلوه عندك مثل "شرين" سيدها الاخير عن جد وااااو أنا اموت فيها
_صح كلامج أنا سمعته لما كنت بسويسرا قبل فتره وفيه كم أغنيه عجبتني , شرايج تبين نروح الحين لمحل السيدهات ؟
_لا مافي وقت خليها مره تانيه يكون الوقت بدري شوي
_خلاص عل راحتج متى ما حبيتي تروحين أنا موجود
_مشكور يا حمد ماأبي أتعبك
_العفو مافي تعب ولا شي ,,أنا الحين أخليج مه نزارج وأشوفك بكره بأذن الله ,, سي يو ليتر
_سي يو تو
وداعها وظلت عينها متعلقه به تذكرت كلام " كارول " عنه كم هي محظوظه " جوري " بحب شخص مثله فقليل
من هو مثله في هذا الزمان بل يكاد يكون نادر , تذكرت آيضا كلام " كاورل " عن " جوري" فهي لا تحب أن يقترب
أحدآ من خصوصيتها ففكرت أنها من الممكن أن تتضايق من حديثها مع حبيبها ففضلت أن تضع حاجز بينها وبينه
حتى لا تفهم تصرفها خطأ,,, أنهت فنجان قهوتها فحملت حقيبتها وهي تضع سماعات الويكمان لتستمتع بصوت
"سيلين ديون" وهي تسير في طرقات لندن وتشبع رئتها بهواء نقي فهي بحاجه لكل ذلك لتخفف من حدة توترها
من غدها المجهول ,, ماذا سيخفي لها الغد من مفاجأت ياترى ؟

أستيقظت " سديم " من نومها بعدما قضت ليلها كله وهي تحارب من أجل أن تحظى بالنوم الذي جفاها وهرب من
عيناها فحاولات بشتى الطرق حتى تجد للنوم سبيل ولكن دون جدوى ولم تغفو الا قبل شروق الشمس بساعه
أحتست قهوتها عل عجل ولم تستجيب لمحاولات صديقتها بتناول أفطار خفيف
_ يلا خلاص مافي وقت خلينا نروح
_شوبكي يا بنت روقي شوي ما بيصير هيك
_والله يا كاورل حاسه بخوف وتوتر فظيع ماأدري ليه ؟ أنا لو عدى هاليوم خلاااااص أرتاح اكون دخلت بالجو يعني
_راح يومرئ عل خير انشالله بس أنتي روقي وخليكي ريلاكس
شعرت "سديم" برغبة قوية ومسيطره عليها بسماع صوت والدها أو اخيها أو أي شخص من أسرتها ولكنها فضلت
أن لا تكلم آيا منهم حتى لا تضعف بهذا اليوم
سارت "سديم" مع "كارول" بالحرم الجامعي وكانت عينها تشاهد أشكال وألوان من البشر كلآ له عالمه الخاص تذكرت
صديقتها ورفيقة دربها منذ الطفوله " لين " التى كانت دائمآ ألى جانبها في جميع مراحل حياتها ودراستها كانتا
متشابهتان في كل شيء في طريقة اللبس والتفكير حتى في تسريحة الشعر ولونه بل حتى في طبقهم المفضل
تذكرت ردة فعلها عندما عرفت بنيتها بالدارسه في الخارج
_ من جدك سديم راح تسافري لندن لوحدك ؟!
_ايوه من جدي أجل أمزح معاكي خلاص أنهيت كل شي أصلآ وراح أسافر نهاية الاسبوع
_وتوك تفتكري تقولي ؟! مو بدري
_ليا فتره أبغى أقولك والله بس ماني قادره وخفت صراحه أغير رائي بعد ماأشوف حالتك بس دحين مافي مجال للتراجع
بكت "لين" من غير شعورها بكت فراق صديقتها التي كانت أقرب لها من أي شخص
_لا بالله عليكي لا تبكي يالين والله ماني ناقصه أنا ماسكه حالي بالقوه
_يعني ايش تبغيني اسوي ؟ أقوم أرقص لك !أنتي عارفه هذا ايش يعني ؟ يعني ماراح نطلع سوا متل اول ولا راح نزاكر
سوا لوما أحتاج لك مراح تكوني جنبي
_عارفه والله عارفه بس النت ما خلى شي صعب أول ما تحبي تشوفيني وتكلميني المسن موجود راح اكون معاكي
قلبآ وقالبآ
_ لا بالله يعني دحين حليتيها ياختي
_بالله يا لين لا تصعبيها عليا أنا أبغاكي تقويني أنا رايحه لغربه وأبغاكي تساعدني وتكوني جنبي
أحتضنت " سديم" صديقتها وأنفجرت باكيه بين ذراعيها ولم يقتصر البكاء عل "سديم " وحدها فقد شاركتها "لين " بكائها
كما شاركتها في كل شي سابقآ .. أبعدت " سديم " صديقتها عنها وأخذت تمسح دموعها بيدين ترتجفان
_ ذاتس أنف ,, خلاص أسكتي يلا قومي خلينا نفلها ونروح نعمل شوبينغ عشان السفر هو ذا العلاج الوحيد لنا
_شوبينغ ! يا فرحتك والله فايقه أحر ما عندي أبرد ما عندها
_يعني بالله ايش تبغيني أسوي أقعد جنبك أنوح وأغني " ظلموا " خلاص كلها كم سنه وأرجع وبعدين راح اجي في
العطل وبعدين لندن مو بعيده هنا عند أذنك " مصطلح حجازي " كل ما وحشتك تعالي عندي والتذكره عل حسابي يا ستي ولا تزعلي
_تتريق كمان لها نفس يلا قومي بس أنتي ولندن حقتك هذي , بس ترى أبغاكي جديه خليك ثقيله ولا تعطي وجه لأحد
بالزات الخليجين والسعوديين عاد هذول يا كترهم بلندن ومايصدقوا يشوفوا وحده خليجيه يلصقوا فيها بس أنتي خليكي
جافه معاهم عشان ترتاحي من ثقاله دمهم
_ طيب طال عمرك راح امشي زي العسكري اللي يكلمني راح أعطيه عل وجهه أرتحتي دحين أخلصي خلينا نروح
راح تقفل المولات

دخلت " سديم " ألى قاعه المحاضرات "الكلاس " وحمدت الله عندما رأت "رولا" وهي تشير لها عل المقعد المجاور ,
جلست بعد ماألقت عليها التحيه
_كيفك يا البي أنشالله منيحه ؟
_أنابخير ,وانتي كيفك ؟
_أنا منيحه بنشكر الله , تصدقى فرحت كتير لما عرفت اننا أحنا التلاته مع بعض أنا وأنتي وجوري
_ جوري؟ وينها ؟
_ هلق بتجي ,آه هي هيا أجت عل سيرتها هههههههه
_ هاي قيرز ,, هاوير يو تو دي ؟
_ فاين . شوبك تأخرتي كل هالقد ؟
_كنت مع حمد ونسيت حالي في السوالف
_آها نيالك بحقلك خيتو
_ أوو سدوم معنا . ذاتس قريت ولكم أن أور قروب
_ ثانكس , ذاتس ماي بلاجر
قاطع حديثهم دخول " Dr john" ألى القاعه الذي عم صوته أرجاء القاعه وبأبتسامة عريضه عل وجهه "قود مورنيغ
أفري ون أند ولكم أن ماي كلاس" أكمل صفه ألى نهايته والابتسامه عل محياه ,,, أنخرطت " سديم " بجدول يومها
الممتلئ ولم تشعر بالانهاك ابدآ وشعرت بالانتماء الي جو الجامعه شيئآ فشيئآ وسرعان ما أندمجت مع "رولا" التى
شعرت أنها أنسانه بسيطه وتحمل قلبآ أبيض لا يعرف الضغائن عل عكس " جوري" التى أحست أنها لن تتأقلم
معها لأنها تتصنع المشاعر ’ ولكن لم ترغب في أن تظلمها بحكم متسرع ولكن من عادتها معرفة نفسيات من
معها من لقاء واحد ولكن أرادت أن تحسن الظن ولا تتسرع في الحكم عليها والايام كفيله في كشف الحقائق

رجعت " سديم " ألى شقتها بعد يوم حافل شعرت بالراحه لمجر أنتهائه ,كافأت نفسها بحمام دافئ وفنجان
قهوه وأتصلت وكلها سعاده بأخيها " حسوم "
_ آلو حسوم يا قلبي انت واحشني
_ لا والله واضح جوالي أتكسر من كثر أتصالاتك
_ سامحنى ما حبيت اكلمكم عشان لا أبكي كالعاده
_ ها كيف يومك الاول يا مس جوري
_ بريفكت بريفكت , من بدايتو لنهايتو وهذا بفضل دعاء بابا حبيبي وسيتو الله لا يحرمني منهم
_ طيب حلو يلا شدي حيلك وتعالي بسرعه ترى البيت ماله طعم من دونك
_ لا يا شيخ حس بقيمتي شويا
_ لا طبعا مو عشان سواد عيونك بس من يوم ما سافرتي ما سمعت صوت لين
_ آها قول كذا يعني ما وحشتك يا دبه ؟ طيب هين أنسى البلاك بيري وخلي لين تنفعك
_ هههههههه أمزح معاكي عل طول صدقتي والله وحشتني ووحشتني قعدتك وهرجك بس من جد ازا كلمتي لين
خليها بس تتصل وتقول آلو وتقفل بموت وأسمع صوتها
_ طيب و لا يهمك , يلا باي دحين راح اقفل بروح انام شوي واكلمكم بعدين
_ طيب نوم العوافي يا قلبي ,,, مع السلامه

كان بين " حسام " ولين " أعجاب متبادل شعرت به " سديم " من اسئلة شقيقها المتكرره عن صديقتها والذي صرح لها
برغبته في خطبتها وأعجابه الشديد بها وطلب منها أن تلمح لها بذلك حتى يعرف حقيقة مشاعرها ,, فوجدت تقبل من
" لين " لهذه الفكره فأصبح كلآ منهما يتبادلان النظرات كلما رأها مع " سديم " ويتسرق منها الكلمات كلما أتصلت عل
هاتف المنزل يكفي أن تذكر " سديم " أسمها فيركض من دون وعي ليلبي أي طلب تطلبه , تعلق بها قلبه وأحبها بكل
صدق وظل منتظرآ عل أحر من الجمر تخرجها من الجامعه حتى تكون زوجته وهذا ما أفرح قلب " سديم " التى كانت
في قمة سعادتها من قصة حب شقيقها المقرب لها وصديقة طفولتها .

" نهاية الجزء الثاني "

يعطبك الف عاااقيه اوي